إننا في عصر يعج بالفتن وغيرها وضحيتها شباب الأمة حيث قام كثير من الذين يزعمون أنهم أوصياء على الأمة بإضلال الشباب وبث الأفكار الهدامة التي لم يجن من ثمارها سوى الهدم والتفجير والتخريب وشق صفوف المسلمين وتضليل العلماء وتكفير ولاة الأمر.
إن تسرب الأفكار إلى شبابنا سببه إتباع الأهواء والبعد عن طلب العلم وتلقي الفتوى من أشخاص لم يزيدوا الأمة سوى شقاء فيتشدقون تارة ويسفكون تارة أخرى كل ذلك يدعون أنه لنصرة الإسلام والإسلام بريء مما يدعون إليه وقد اتضح مدى بعدهم عن الإسلام لذا فإنني أحث الشباب على طلب العلم وملازمة العلماء القائمين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كما أمرهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما أخذ الله الميثاق بقوله تعالى: )وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولتكتمونه) وان يتبعوا في النصيحة والبيان منهج الكتاب والسنة وسلف هذه الأمة.
وان يحذروا منهج الخوارج والمعتزلة الذين يتبعون في أسلوب النصيحة والبيان الخروج على أئمة المسلمين والتشهير والعنف والتنفير قال صلى الله عليه وسلم (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) هذا ما أوصي به عامة الشباب، ولعلي ألفت النظر إلى أولئك الشباب الذين يحملون أفكاراً مستوردة من الخارج تحث على الخروج على أولياء أمور المسلمين ووضع جماعات منحرفة عن منهج الكتاب والسنة هدفهم جذب الشباب لإضلالهم وإبعادهم عن طريق الصواب نحن ولله الحمد على ثقة من ولاة أمرنا وعلى ثقة من المنهج الذي نسير عليه وليس معنى هذا أننا قد كملنا وان ليس عندنا نقص ولا تقصير بل عندنا نقص ولكن نحن في سبيل إصلاحه وعلاجه إن شاء الله بالطرق الشرعية ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجد من يسرق ووجد من يزني ووجد من يشرب الخمر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم الحدود.
نحن ولله الحمد تقام عندنا الحدود على من يتبين وثبت عليه ما يوجب الحد ونقيم القصاص في القتلى هذا - ولله الحمد - خير وهذا ملموس في بلادنا متمثلاً في محاكمنا ولا ينكره إلاّ من أعمى الله بصيرته وأدخل في قلبه مرضاً وهوى نسأل الله العافية.
أما أننا نتخذ من العثرات والزلات سبيلاً للتنقيص من ولاة الأمور أو الكلام فيهم أو تبغيضهم إلى الرعية فهذه ليست طريقة السلف أهل السنة والجماعة.
أهل السنة والجماعة يحرصون على طاعة ولاة أمور المسلمين وعلى تحبيبهم للناس وعلى جمع الكلمة وهذا هو المطلوب.
والكلام في ولاة الأمور من الغيبة والنميمة وهما من أشد المحرمات بعد الشرك لاسيما إذا كانت الغيبة للعلماء وولاة الأمور فهي أشد لما يترتب عليها من المفاسد من تفريق الكلمة وسوء الظن بولاة الأمور وبعث اليأس في نفوس الناس والقنوط وقد حصل التشكيك في علمائنا وولاة أمورنا من بعض المنتسبين للعلم والذين نصبوا أنفسهم دعاة إلى الله فانحرف بعض السذج من الشباب المغرر بهم عن جادة الطريق وزهدوا في العلماء الربانين.
يقول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: (اسأل الله إن يعين العلماء على ما ينالهم من ألسنة السفهاء لأن العلماء ورثة الأنبياء وينالهم أشياء كثيرة... ) انتهى كلامه رحمه الله، وإننا نسمع ما ينسب إلى بعض أهل العلم المرموقين ثم إذا تحققنا وجدنا ان الأمر على خلاف ذلك، كثيراً ما يقال: قال فلان كذا.. فإذا بحثنا وجدنا الأمر خلاف ذلك، وهذه جناية كبيرة وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن كذبا علي ليس ككذب على أحد). أو ما هذا معناه فالواجب على الشباب وغيرهم رفض كل الجماعات والفرق المخالفة لجماعة أهل السنة والاستقامة وان يحذروا من الدعاة الذين يدعون لتلك الجماعات كما حذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الجماعة الواحدة الثابتة على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (فإن من يعيش منكم فيسري اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين). فأمر صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم.