السؤال:
هل ما كتب في بعض الصحف وتكلم به بعض الناس من أن هناك تسجيل صوتياً لأناس تحت الأرض يصيحون فهل يمكن أن تكون هذه أصوات أناس يعذبون في قبورهم وهل هناك ما يدل على أنه لا يمكن سماع تلك الأصوات وبارك الله فيكم.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماع صوت المعذبين في قبورهم أمر ممكن، وليس هناك ما يمنعه من الأدلة. وأما ما رواه البخاري (1374) من طريق قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس . فيقال له : لا دريت ولا تليت. ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليها غير الثقلين)) فهذا نفي لسماع صوت خاص وليس لكل أصوات المعذبين في قبورهم، بل جاءت في صحيح مسلم (2867) من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع منه. ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر ... الحديث)) فالنبي صلى الله عليه وسلم سمع أصوات المعذبين، وهذا يدل على أن السماع من حيث الأصل ممكن لولا المحذور الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية إمكان سماع أصوات المعذبين في قبورهم، بل أثبت حصول ذلك. قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (5/536) : " وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم" هذا من حيث المسألة ذاتها. أما قصة الباحثين الروس فلا أجزم بأن تلك الأصوات لمعذبين فقد تكون كذلك وقد تكون أصوات لأشياء أخرى داخل الأرض، والله تعالى أعلم