قصة طرد ادم وحواء من الجنه
حيث طُرد ادم وحواء من الجنة وسكنا الارض. هل سقطا بسبب المعصية ام لسبب آخر؟ يقال إن الله طردهما بعدما كساهما، لكن المفسرين التقليديين لم ينظروا الى الطرد في وصفه برهانا على الاغواءات او الفحش الجنسي، بل ان السرد ينص صراحة على ان الاتحاد الجنسي بين آدم وحواء حصل لاحقا.
لم تحدَّد الثمرة التي أكلتها حواء على نحو مؤكد باعتبارها تفاحة، بل قد تكون تينة او خوخة ذات رمزية جنسية. وقد أدرك آدم وحواء بعد أكلها أنهما عاريان فأعدا لنفسيهما مآزر من أوراق التين لستر عورتيهما. هكذا في البدء كان الجنس، وهكذا الجنس كان.
الجنس لدي اليهود
كانت مواقف قدماء العبرانيين من الحياة في وجه عام ومن الجنس طبيعية على الفطرة، وكانت دينية من ناحية قبول الجنس في وصفه من عند الله. واعتبرت ان الله دائما فوق البشرية بطريقة غير تقليدية. فبدلا من ان تنظر الى الانسان في وصفه مقياسا لكل الاشياء، صورته هو نفسه في حضرة الاله. كانت الغاية من الاتصال الجنسي عند اليهود وسيلة للحفاظ على النوع. نجد في الدين اليهودي ميتولوجيات جنسية غريبة، من الختان الى قصة زليخة ويوسف وصولا الى العبادة القضيبية، وبيّن فيلم قادش ما يكتنف الاصولية اليهودية حيال الجنس. تبدو الامور معقدة ولا تحتمل، فأنبياء اليهود، على ما تقول الحكايات، لهم فحشهم في النوازع الجنسية. ربما لا يصدق القارئ ان يكون ثمة نبي من الفاحشين في الجنس على نحو يتجاوز الاعراف. لكن ما ينبغي التنبه اليه ان الجنس من المقدسات في غالبية الاديان. خير دليل على ذلك نشيد الاناشيد الذي كانت مكانته في شرعة الكتاب المقدس اليهودي موضع نزاع حتى اتى رجال اللقاء الكبير وفسروه تفسيرا روحانيا . ودار النقاش حول الكتاب هل هو قصيدة حب، او انه حكاية مجازية عن العلاقة بين الله واسرئيل، تقدم الانساني - المقدس بلغة رمزية. وقد سادت وجهة النظر الاخيرة وقيل ان السفر كتبه سليمان بإلهام من الروح الالهي
الجنس عند العرب
في المقابل يبدو الجنس عند العرب غريبا وغرائبيا وبمعزل عن الاحاديث الشريفة وتفسيراتها التي قدمها فقهاء الشرع. فقد ظهرت اعمال ادبية ضخمة تناولت كل جوانب الحياة. واتسعت صناعة الادب عندما امتد الاسلام ليشمل الشرق الاوسط. وقد شكل بلاط هارون الرشيد خزانا من الحكايات الظريفة النادرة، وقصص الغرام التي نهلت منها حكايات الف ليلة وليلة الشهيرة. وعلى رغم مما تشتمل عليه هذه من مغامرات جنسية، وتصور النساء غالبا وهن يتمتعن بالجنس كما الرجال، فانها ليست في أي حال مرجعا جنسيا، وانما هي انعكاس للحياة والخيال الجامح المتحرر من كل قيد.
ان ظهور المؤلفات الجنسية في العالم العربي والإسلامي يرجع الى بداية القرن الثالث الهجري. ورغم ان اسباب هذا النوع من الكتابات متنوعة ومختلفة، فقد لخصها احدهم في النقاط الاتيه:
تطور الحضارة العربية والإسلامية وامتزاجها بالحضارات الشرقية، الهندية والفارسية على وجه الخصوص. وقد ادى التثاقف الى حركة ترجمة واسعة شملت المؤلفات الجنسية كذلك".
قدوم الجواري من مختلف انحاء الإمبراطورية الاسلامية ساهم في انتشار تقنيات وممارسات جنسية جديدة دخيلة. وتطور الذوق في ما يتعلق بجمال المرأة، وساهم في ذلك وجود طبقة مترفة تعيش البذخ والمجون، وفي بحث مستمر عن الجديد في الميدان الجنسي. وهذا ما يبين ان معظم المؤلفات الجنسية كتبت استجابة لرغبة الامراء والملوك والاعيان. هذه العوامل ادت مجتمعة الى انتشار الخطاب الجنسي، والمعروف انه يمتد من الجاحظ الى ابن كمال باشا صاحب كتاب"رجوع الشيخ الى صباه".