إن الأزهر يعاني كثيراً المشكلات التي يثيرها بعض علماء الدين في الفضائيات وهناك موقع للأزهر على شبكة المعلومات الدولية, وموقع للجنة الفتاوى ولا داعي للتجارة بالدين في جسد المرأة على الفضائيات. وقال: كل شيء مباح بين الرجل والمرأة ما عدا إتيان الزوجة في دبرها بمعنى المعاشرة من الخلف, والهدف هو احترام المرأة وممارسة الجنس معها بطريقة طبيعية ليس فيها احتقار أو ازدراء".
من جهته أكد الشيخ حمدي يونس العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر أن الفتوى لا محل لها من الإعراب, ولا يوجد لها سند أو دليل قوي لا في القرآن الكريم ولا السنة النبوية المشرفة, وأن ما اعتمد عليه الدكتور رشاد مناف للحقيقة والطبيعة معاً, ومعنى فتوى الشيخ رشاد هو أن الزيجات السابقة التي تمت جميعها باطلة ولا يوجد حالة واحدة شرعية، "ان حرارة الصيف مثلاً يتجرد فيها الشخص من كل الملابس أثناء النوم حتى ولو لم يكن في وضع معاشرة مع زوجته. واتهم يونس الشيخ رشاد بأنه يبحث عن شهرة في وسائل الإعلام على حساب الدين".
وقال يونس: "إن الشيخ رشاد دأب على استخدام جسد المرأة والموضوعات ذات العلاقة بين الرجل والمرأة مثل إمامة المرأة للرجل في الصلاة أو غيرها من الموضوعات المستوردة من الغرب ليتاجر بها, لكن من غير المقبول أن يبطل عقد الزواج لتجرد المرأة والرجل من الملابس أثناء المعاشرة الجنسية, ومن المقبول مثلاً أن يرتدي الرجل والمرأة غطاء خفيفاً أو رداء أثناء المعاشرة الزوجية, أو مثلاً القول بأن لا ينظر الرجل إلى عضو المرأة أو العكس شرط أن يقول إن ذلك إذا حدث لا يبطل الزواج".
أما الدكتورة اميمة عبد اللطيف أستاذة فقه المرأة في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر قالت إنها تتعجب من هؤلاء الشيوخ الأفاضل الذين تركوا كل شيء عن المرأة كعلمها وعملها وتربية الأطفال والعمل الايجابي, وتفرغوا فقط لمناطق عفة المرأة. وأضافت أن الآيات القرآنية في هذا الموضوع واضحة جداً في سورة النساء والتي يوصي فيها الله سبحانه وتعالى الرجال بزوجاتهم, وان يسكن الرجل إلى زوجته, ومعنى السكن هنا أنه لا موانع إطلاقا في العلاقات الزوجية ما عدا إتيان الزوجة من الخلف لأن هذا يخالف الطبيعة الإنسانية بين الرجل والمرأة.
وأشارت عبد اللطيف إلى أن هذه الفتوى الصادرة عن الشيخ رشاد خليل لا معنى لها ولا قيمة لأنها كيف يتم تطبيقها على من تزوجوا وماتوا ولم يعرفوا هذه الفتوى وما هي الحال بالنسبة إلى الذين لم يقرؤوا أو يسمعوا عنها, وأضافت أن هذه الفتوى غير مقبولة ليس من الناحية الدينية والشرعية فقط وإنما من ناحية التطبيق لأن هذا معناه أن يظل الزوج في حجرة منفصلة عن زوجته, وعند اللقاء الجنسي يرتدي كل منهما ملابس أو يغمض كلاهما عينيه حتى لا يرى الأعضاء التناسلية لشريكه, أو يكون هناك فتحة صغيرة جداً في ملابس الزوجية تسمح باتصال الأعضاء التناسلية فقط. إن كل هذا غير مقبول وغير قابل للتطبيق وأنا أطالب الشيخ رشاد بتحديد اللباس الشرعي للزوج والزوجة أثناء المعاشرة, وهل يكون جلباباً أم سروالاً أم زياً رسمياً أو كاجوال؟
وأضافت أن الطبيعة الإنسانية عكس ما يقوله الشيخ رشاد وأن الحميمية الحقيقية بين الرجل والمرأة هي التي تولد المشاعر وتزيد قوة العلاقة بين الرجل وزوجته والإسلام يسر وليس عسراً وعلينا تسهيل الأمور بين الناس وليس تعقيدها مع الحفاظ على صحيح الدين.
وبالنسبة للدكتورة هبة قطب التي تعتبر أول عربية وإسلامية تحصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية في النموذج الإسلامي للطب الجنسي, ففضلت أن لا تعلق على فتاوى الشيوخ "لأن فتوى الشيخ تحتاج إلى شيخ مثله يعلق عليها".
لكنها قالت للصحيفة اللبنانية إنه من خلال دراستها الطب الشرعي والطب الجنسي والرسالة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية ترى أنه يجب ألا يكون هناك عائق بين الرجل والمرأة, وان العلاقة الجنسية بين الطرفين لها دور في استمرار العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة, وأنها تختلف تماماً على طول الخط مع فتوى الشيخ رشاد لأن دراستها أكدت لها أن وضع موانع وعراقيل في علاقة الرجل بالمرأة على المستويات كافة ومنها المستوى الجنسي لا يتفق تماماً مع تحقيق الرغبة الكاملة في علاقة جنسية سوية بين الرجل والمرأة.
وقالت هبة إنها كطبيبة للعلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة ترى أن أكثر المشكلات التي تواجه الأزواج المترددين عليها هي الملل في علاقاتهم الجنسية لذلك هي تنصح الأزواج بتغيير أمكنة الممارسة الجنسية. وتغيير الأوضاع الجنسية والتي تصل إلى 700 وضع وكل هذا لا يتفق مع فتوى تريد وضع موانع كالملابس أثناء الجماع.
وقالت إن العلاقة الجنسية يجب أن تقوم على الصراحة الكاملة في الجنس, وان ارتداء ملابس يعني إخفاء شيء والتقليل من الصراحة المطلوبة. وأضافت: لو جاءني زوجان يشكوان الملل في علاقاتهما الجنسية وانهما يرتديان أي شيء أثناء الممارسة الجنسية فإنني ساطالبهما على الفور بالتحرر من هذه الملابس بهدف الوصول إلى علاقة جنسية كاملة.
وأشارت الدكتورة هبة قطب إلى انه يجب ألا يكون هناك أي شيء يسمى بالعيب في العلاقات الجنسية بين الرجل وزوجته, وأنا انصح كل الأزواج بالتعبير الكامل عن حريتهما الجنسية أثناء الجماع, ويجب استعمال كل جزء من جسد المرأة والرجل للحصول على المتعة الجسدية عدا الدُبر وأوضحت أن الإسلام يدعو إلى عكس ما يقوله الدكتور رشاد, وهو حق الزوجة الكامل في المتع الجنسية مثل الرجل تماماً, فكيف تتحقق هذه المتع واللذات في ظل وجود عوائق أو ملابس تحول دون تحقيقها.
وشرحت كيف أن الحياء بين الزوجين قد يضر بالعلاقة الجنسية بينهما وأن ارتداء الملابس أثناء العلاقة الجنسية "كما يدعو الشيخ رشاد" يعني وجود حياء حول مناطق معينة مما يضعف الحميمية بين الطرفين وربما يحول العلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته إلى مجرد روتين أو أداء للواجب.
أما الدكتور احمد صادق رفاعي عضو الجمعية الدولية للطب النفسي وصف فتوى الشيخ رشاد خليل بأنها لا تتفق مع طبيعة الإنسان, وقال إن نفسية المرأة تميل إلى أن تكون قريبة جداً من الرجل أثناء الممارسة الجنسية وهذا القرب يكون على المستويات النفسية والروحية والجسدية.
وقال إن ارتداء الزوج أو الزوجة ملابس أثناء العملية الجنسية لا معنى له ولا يحقق الانسجام النفسي والجسدي بين الطرفين, وان ارتداء الملابس وعدم التصاق جسد الزوجة بجسد الرجل أو عدم تلاقي حرارة الزوجين أثناء العملية الجنسية يعني أن هذا الاتصال الجنسي لاسلكي