هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الممارسه الجنسيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بلال
مشرف الحياة الزوجية والجنس
مشرف الحياة الزوجية والجنس
بلال


عدد الرسائل : 652
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

الممارسه الجنسيه Empty
مُساهمةموضوع: الممارسه الجنسيه   الممارسه الجنسيه Icon_minitimeالخميس أبريل 03, 2008 2:07 am

من الظواهر الإجتماعية التي تفرزها الحياة السجنية هي ظاهرة "الجنسية المثلية " أو ما تسمى ظاهرة اللواط التي تلعب دورا أساسيا في اشتغال هذه المؤسسة من جهة، و في الاعتماد عليها كوسيلة من وسائـل التكيف مع الفضاء السجني وخلق نوع من التوازن النفسي بين حاجيات الفرد المتعددة و متطلبات التنظيم ، و التي سبق و أن طرحها الباحثون في علم إجتماع التنظيم، مثال ذلك Chris Argyris و غيره، و لكن رغم أهمية هاتـه الظاهرة وانتشارها داخل الفضاء السجني، إلآ أننا لا نكاد نجد دراسة سوسيولوجية تناولتها، و سوف نحاول في هذه المحاولـة البحثية إبراز أهميتها و خاصة علاقتها بالظاهرة الإنحرافية عموما و بظاهرة العود بشكل محدد.

ومن بين الأسئلة التي تطرح نفسها في هذا الإطار هي:

- كيف تتجلى ظاهرة الجنسية المثلية داخل الفضاء السجني؟

- ماهي أسباب ودوافع إنتشارها؟

- ماهي علاقتها بظاهرة العود؟

- و أخيرا، الى أي مدى ساهمت الإجراءات الإدارية و القوانين العقابية السجنية في الحد من هاته الظاهرة؟

قبل تناولنا للأسئلة المطروحة أود مساءلة أنفسنا عن مدى صلاحية ومشروعية تسمية ظاهرة المثلية الجنسية باللواط ؟ فكما هو معلوم يعتبر النبي لوط من أول من حارب هاته الظاهرة، فهل من المعقول أن تسمى الظاهرة باسم من حاربها و جابهها؟ إذ ليس من المعقول مثلا أن نسمي الذين يحتلـون بلدا مـا بالفدائيين أو المناضلين ...! و كذلك الشأن لا يمكن أن نسمي هاته الظاهرة باللواط.

- 1 - تجليات ظاهرة الجنسية المثلية داخل الفضاء السجني:

تتفشى ظاهرة الجنسية المثلية في كل السجون التونسية و داخل كل الأجنحة و الغرف، و لكن بنسب متفاوتة، كما أن إنتشارها بهذه الطريقة يجعل الفاعلين الاجتماعيين ينظرون إليها تارة بكونها حالة طبيعية

و اعتياديـة، و تارة أخرى ينظر إليها كحالة مرضية " باتولوجية ". ومن خلال بحثنا الميداني لاحظنا تواجد ثلاثة أصناف من ممارسي الجنسية المثلية:

أولا: الذين يمارسون الجنسية المثلية بصفة متبادلة: وجدنا داخل الفضاء السجني مجموعة لا بأس بهـا من الذين يتلذذون و يتمتعون بالتبادل الجنسي بحيث يلعبون دورا مزدوجا بين الذكر و الأنثى، كما كشفت لنا نتائج المقابلات الفردية أهمية هذا التبادل في خلق الاحتراف الجنسي و في اعتباره المرحلة الأولى للاحتراف الجنسي ...

ثانيا: فئة المستأجرين : تتجسد في بعض محترفي هذا النوع من السلوك الذين يجعلون من أجسادهم بضاعة قابلة للاستئجار بمقابل، وهذا المقابل يمكن أن يكون نقودا سجنية "بونووات" تخول لهم شراء ما يحتاجونـه من Buvette السجن أو أطعمة أو أمتعة كالملابس ... ويصبح الجسد عبارة عن بضاعة خاضعة لقوانـين العرض و الطلب و قوانين المنافسة، لذلك نادرا ما تنشأ علاقات حميمة بين محترفي هذا النوع من الجنسيـة المثلية.

ثالثا: خوصصة الجسد :وهو خلافا للصنف السابق أين يكون الجسد عبارة عن بضاعة معروضة للجميع ...

في هذا الصنف نجد ما يسمى الاحتكار الجنسي، وهكذا لا يهب محترف الجنسية المثلية جسده إلآ لشخص معين مقابل الحماية و الأمان، و يسمى حسب المصطلحات السجنية " الفرخ "، لذلك يقال فلان فرخ فلان كما تنشأ بينهما علاقات شبيهة جدا بالعلاقات الزوجية، فطرف عليه أن يوفر الأمان و الاطمئنان و طرف عليه أن يعرض جسده و يصون عرضه ولا يلتفت لغيره، إضافة الى ذلك يقوم بكل الواجبات المناطة بعهدته كالتزيين و غسل الثياب و تنظيف الفراش...



- 2 أسباب ظهور و انتشار ظاهرة الجنسية المثلية داخل الفضاء السجني:

ليس من السهل تحديد الأسباب الحقيقية و الدوافع الكامنة وراء ظهور و انتشار هاته الظاهرة داخـل السجون الجماعية أو ما يسمى بالنظام الجمعي، و سنحاول في هذا الإطار تقديم و لو بإيجاز أهم النتائـج التي توصلنا إليها في بحثنا الميداني، سواء أثناء المقابلات الفردية مع بعض محترفي الجنسية المثلية التي إعتمدناها كتقنية أساسية في هذا البحث، أو من خلال معاينتنا لبعض الأحداث التي سمحت لنا ظروف إقامتنا في هذا الفضاء من مشاهدتها أو مشاهدة جزء منها، و التي سوف نعتبرها مؤشرات حاملة لأكثر من دلالة.

و قبل ذلك لابد من الإشارة إلى أننا اعتمدنا على إستبيان تضمنت بعض أسئلته البحث عن الصفات الـتي يحبذها السجين في الصديق الذي يتعامل معه، و الصفات التي لا يحبذ توفرها ، قصد الحصول على المـادة الأولية للتحليل السوسيومتري الذي إعتمد عليه الباحث J.Moreno ...المهم تمحورت الصفات المحبذة في الصراحة و الجرأة و الفذلكة، في حين تمحورت الصفات المنبوذة في " اللواط " و الوشاية و الأنانية، كما كانت النتائج متقاربة بين جل أفراد العينة المدروسة، مع ملاحظة أننا إستهدفنا طرح الأسئلـة على محترفي الجنسية المثلية و مع ذلك عبروا عن نبذهم ورفضهم لهذا النوع من السلوك ... (و بطبيعة الحال لهذا الرفض

أوالنبذ دلالات سوسيولوجية هامة ) أما فيما يخص المقابلات الفردية فإننا واجهنا صعوبات متعددة في طرح أو إستدراج المبحوث نحو تناول الأسباب و الدوافع التي جعلته يقدم على ممارسه الجنسية المثليـة بمختلف

أصنافها، فرغم محاولاتنا المتكررة لم نجد ولو شخصا واحدا يعترف برغبته في هذه الممارسة خاصة إذا كان مفعولا به فالمنكر لشيء معين لا يمكن سؤاله عن الدوافع و الأسباب. لأجل ذلك حاولنا توخي أسلوب آخر

تمثل في دفع المبحوث إلى الحديث عن غيره ممن يجسدون هذه الظاهرة والمراحل التي عادة ما يمر بها و الأسباب الحقيقية الكامنة وراء سلوكهم ، وهكذا وجدنا تجاوبا أكثر، رغم أنهم في حقيقة الأمر يتحدثـون عـن أنفسهم أكثر مما يتحدثون عن الآخرين ، وعموما تبين لنا من خلال ذلك أن الأسباب الكامنة وراء السلوك الجنسي و الدوافع الموجهة لممارساتهم تتلخص في الآتي :

- الخصاصة و الإحتياج : الناتج عن قلة الزيارات و مساندة العائلات لهم إما لظروفهم المادية أو إنعدام السند العائلي أصلا...

- الرغبة الجنسية الملحة : تلعب الرغبة الجنسية دورا بارزا في إثارة الحاجيات و الرغبات لدى السجناء و يساهم جهاز التلفزة بقسط لا بأس به في هذا المجال، كما أن الصراع بين حاجيات السجناء و متطلبات التنظيم السجني يبقى المحرك الأساسي لخلق كل الوسائل التعويضية أو البديلة.

- العنف و استعمال القوة : كثيرا ما تكون تجربة الإحتراف الجنسي تمر عبر العنف و استعمال مختلف أنواع الضغط و الترهيب خاصة بالنسبة لصغار السن و لفاقدي التجارب السجنية أو السند الحامي كأولاد الحي أو أولاد الجهة .

- الإصلاحيات : لقد عبر العديد من الفاعلين " السجناء " أن التجربة الأولى للإحتراف الجنسي تبدأ بالإصلاحيات في نطاق التبادل الجنسي ثم بعد ذلك يأتي التخصص ( فاعلا أو مفعولا به ) ...

هذا بالنسبة لبعض نتائج المقابلات الفردية التي حاولنا عرضها بشيء من الإيجاز ، أما في الجانب الثاني من البحث فإننا سنقتصر على حادثة سمحت لنا ظروف إجراء بحثنا من مشاهدة جزء لابأس به من أطوارها، و كان ذلك في الغرفة H4 أي الغرف رقم 4 من الجناح H ( 5 جانفي 1997 )...و كيفية إيقاع سجين في فخ الإحتراف الجنسي منذ ليلته الثانية ، و قبل عرض الحادثة أود القيام ببسطة على السيرة الذاتية لهذا السجين لعلها تفيدنا في الإطار التحليلي:

- الإسم و اللقب:...

- السن: 26 سنة

- الجهة : حي التضامن

- الحالة المدنية : أعزب

- الحالة الإجتماعية : فقير و من أسرة فقيرة

- المستوى التعليمي: 5 ثانوي

- المهنة الشرعية : خباز

- نوعية الإختصاص الإنحرافي: السرقة البسيطة ( بعض الأمتعة من الأسواق )

- التجربة السجنية : مرتين

- ممارسة الجنسية المثلية سابقا : * كفاعل ثلاث مرات

- * كمفعول به 0

بالرغم من أن جل أعضاء البناء الهرمي الوظائفي ( كبران الشمبري و كبران الكرفي و حارس الليل ...) داخل الغرفة ينحدرون من جهة حي التضامن إلآ أنه لم يحظ ببعض الإمتيازات التي يتمتع بها أولاد حيه بالغرفة، و ذلك لانعدام الصفات الأساسية للفاعل المؤثر، فهو شخص نحيف لا يصلح للممارسات العنفية و بالتالي لا يمكن أن يعتمد عليه كسند لهم، كما أن حالة الفقر التي تبدو على مظهره توحي بقلة أو إنعدام تمتعه بالزيارات و ما يمكن أن يرافقها من مداخيل و... إضافة الى جبنه المعروف به لدى أولاد حيه . كل هذه الصفات جعلته لا ينفع أن يكون سندا

يعتمد عليه في الممارسات العنفية الإنحرافية داخل المؤسسة السجنية، و لكن مقابل ذلك يصلح للممارسات الجنسية، لذلك رسم له " كبران الشمبري " و قارد الشمبري " بالتعاون ومع أحد محترفي الجنسية المثلية خطة للإيقاع به، و تتمثل هذه الخطة فيما يلي:

إقترح محترف الجنسية المثلية على هذا السجين الجديد سرقة بعض المأكولات لأحد المساجين، و تظاهر " قارد الشمبري " بالنوم ، و ما أن شرعا في السرقة حتى قبض عليهم ووضعهم أمام خيارين :إما أن يضرب

الجرس لفرقة الطلائع حتى يسلط عليهما العقوبة السجنية القاسية أو يماري الجنس معهما، عندئذ تكلم محترف الجنسية المثلية و أقر الخيار الثاني و هكذا لم يجد السجين الجديد من حل أمامه سوى موافقة زميله، وبعد أن

مارس الجنس معه أكثر من مرة سلمه لكبران الشمبري و شيئا فشيئا أصبح من أبرز محترفي الجنسية المثلية داخل الغرفة ...



- 3علاقة الجنسية المثلية بظاهرة العود

تعتبر ظاهرة العود من أخطر و أعقد الظواهر الإجتماعية و التي أصبحت تعاني منها جل المجتمعات سواء أكانت من بين الدول القوية أو الدول الضعيفة ،الشيء الذي جعلها تعقد العديد من المؤتمرات الدولية قصد إيجاد بعض الحلول الكفيلة بالحد من إنتشارها. وقبل الإجابة على إشكالية العلاقة بينها وبين ظاهرة الجنسية المثلية من الضروري توضيح معني" العود " و البحوث التي تناولتها .

لقد إهتم كل من علم الإجرام و العلوم الجنائية بظاهرة العود مع بداية هذا القرن و تحديدا مع البحث الذي قام به Warnier و الذي إستغرق 9 سنوات من 1912 الى 1921 و أعلنت نتائجه سنة 1923 . وفي نفس الإطار قام كل من Sheldon و Eleanor Glueck ببحث ميداني إستغرق 15 سنة

إختبرا و تابع خلالها 510 حالة من الجانحين الأحداث مما تم الإفراج عنهم بعد صدور الحكم عليهم ، و بالتالي و قعت دراسة هاته الفئة خارج أسوار السجن . و ساهمت كلاهما في تحديد بعض تعريف العود و في الإشارة الى الدوافع الكامنة وراء الظاهرة ، و هكذا عرف الشحص العائد بكونه : كل من يقوم بارتكاب الأفعال الإجرامية ، بعد إدانته في جريمة سابقة أو أكثر (وليس بالضرورة نفس السلوك الإجرامي ) و الحكم عليه بالعقوبة السالبة للحرية و قضائه لمدة العقوبة أو جزء منها.

و هكذا تتجسد ظاهرة العود بالمثول أمام هيئة قضائية أو أكثر و صدور الإدانة ضده ودخوله للمؤسسة السجنية . أما من حيث العلاقة بين ظاهرة الجنسية المثلية و العود ، فإننا لاحظنا في بحثنا تواجد نفس الأسباب التي تحدث عنها علماء الإجرام كالتنشئة الإجتماعية و غياب الروابط العائلية ، و الظروف الإجتماعية و

الإقتصادية كالبطالة و لإحتياج و... و لكن من الأسباب الهامة التي لم يتم التطرق إليها هو أن جل العائدين يعتبرون من أبرز محترفي الجنسية المثلية سواء أكانوا فاعلين أو مفعولا بهم ، و هذا الأمر طبيعي و منطقي لأن خارج أسوار السجن يواجه الصنف الأول منافس غير عادل و له أكثر قبول و هي الأنثى إذ عادة ما يسعى الشخص لكسب و مغازلة الأنثى لا الذكر و بالتالي لا يجدون لبضاعتهم رواج إلآ داخل الفضاء السجني...



- 4 - كيفية تعامل إدارة السجن مع ظاهرة الجنسية المثلية

تتعامل إدارة السجن مع هذه الظاهرة كحالة مرضية إنحرافية تستحق المعالجة و الردع و توخت من أجل ذلك إستراتيجية المراقبة و إستراتيجية المعاقبة للحد من إنتشارها .

أولا: المراقبة : و يتم ذلك عبر أربع وسائل رئيسية ،

* " قارد الشمبري " و هو الشحص المكلف بحراسة الغرفة أثناء الليل و علية أن يعلم السلط السجنية بكل ما يحدث من تجاوزات ...

* " الكبران " و أتباعه : من أهم مسؤوليات كبران الشمبري هو منع و عدم التستر على أي نوع من الممارسات الجنسية التي قد تحدث داخل الغرفة ، فهو الممثل الشرعي لإدارة السجن ...

* عيون الإدارة : لا يكتفي المسؤولين بالقنوات الطبيعية التي من خلالها تصلهم المعلومات بل أوجدت داخل كل غرفة عيونا لها تراقب و تسهر على تعويضهم في كل الفترات ، مقابل بعض الإمتيازات .

* خلق أجواء تنافسية خاصة بين الكبران و من يطمحون في منصبه، و عادة ما تكون الممارسات الجنسية إحدى الأسباب التي من شأنها يعزل الكبران و يتم معاقبته .

ثانيا : المعاقبة : تتمثل وسائل النعاقبة في شكلين رئيسيين :

* الشكل الأول و هو السيلون ، أي السجن السجني ، أين يوضع الشحص المعاقب في غرفة صغيرة جدا يمنع فيها من الفسحة اليومية "الـ’airia " و من الزيارة و القفة ، ولا يتناول سوى خبزة صغيرة كل24

ساعة ...

* الشكل الثاني يتمثل في وضع الشخص الذي يقدم على الممارسات الجنسية داخل غرفة في الجناح Dp تسمى " بيت الصيودة " ، وهي غرفة خاصة بالشواذ جنسيا .

محدودية نجاعة الإجراءات الإدارية في معالجة الظاهرة : تكمن محدودية الإجراءات الإدارية في العديد من النقاطنذكر منها:

المراقبة : رغم تعدد وسائل المراقبة إلآ أنها تبقى محدودة الى أبعد الحدود خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار الصفة الإنحرافية للأشخاص المكلفين بالمراقبة ، فعادة ما يكون المراقب هو ذاته من محترفي الجنسية المثلية ...

فـ" كيف يستقيم الظل و العود أعوج ؟؟؟ "، و يمكن أن نتحدث عن النجاعة في حالة واحدة وهي خلق الأجواء التنافسية ، ومع ذلك تبقى لهذه الوسيلة العديد من النقائص...( سوف نحاول التركيز عليها في النصوص القادمة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الممارسه الجنسيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: شباب وبنات :: الجنس وثقافة الحياة الزوجية-
انتقل الى: