الجنس والصحة
كما ذكرنا فإن للعوامل النفسية تأثيراً بالغاً على العملية الجنسية .. فقد يؤدي انشغال أي من الزوجين بمشاغل الحياة
اليومية المرهقة إلى حدوث فتور في الحياة الزوجية يصاحبه أيضاً انصراف أو رغبة عن ممارسة الجنس ، ولا يمكن أن يكون
الانصراف عن الجنس في مثل هذه الحالات ضعفاً في الرجل أو بروداً في المرأة .
وإنما يكون انخفاضاً في درجة الحافز الجنسي ، فالرجل الذي يقضي نهاره في الدراسات والمراجعات ومراقبة أعماله قد يعود
إلى البيت ولا هم له سوى الاسترخاء والنوم العميق .
والمرأة التي تظل طوال يومها تلاحق أطفالها ، وتبالغ في أداء واجباتها المنزلية والعملية قد لا يبقى لديها بعد ذلك كله جهد
إضافي يحفزها جنسياً .
***
الحب وحده لا يكفي ..!
علمنا أن الضغوط المتراكمة للحياة اليومية تجهد كلاً من الزوجين وتجعلهما يفقدان الطاقة اللازمة ليتجاوب
كل منهما مع الآخر ، مع وجود الحب المتبادل والعاطفة الصادقة التي تربط بينهما .
فإذا استطاع الزوجان أن يوفرا لنفسيهما جواً مناسباً بعيداً عن القلق والاضطراب وضغوط الحياة اليومية التي لا تنتهي
بلا شك سوف ينعمان براحة نفسية وجنسية عالية ولكن إذا ما ظل الجنس بعد ذلك مضطرباً
فلا بد من البحث عن سبب آخر غير السبب النفسي أدى إلى ذلك الأضطراب وحدوث العجز أو الضعف الجنسي .
إن أصابع الاتهام في مثل هذه الحالات تشير إلى ضرورة وجود عامل مرضي ينبغي تشخيصه وسرعة علاجه
ومن أهم الأسباب المرضية التي تؤثر على سلامة الجنس وتضعف الانتصاب :
- مرض السكر .
- الأدوية المستعملة لعلاج ضغط الدم المرتفع .
- الحوادث والإصابات البدنية ، خصوصاً تلك المتعلقة بالعمود الفقري وأعضاء الحوض .
- اختلال وظائف الغدد الصماء المختلفة .
- التغيرات العضوية المصاحبة للشيخوخة .
وكل هذه العوامل المرضية تكمن خطورتها بالنسبة للرجل في تأثيرها المباشر على عملية الانتصاب .
وهناك ثلاثة عوامل أساسية لسلامة حدوث الانتصاب .. وهي :
- إمداد عضو الذكر ( القضيب ) بما يكفي من الدم لحدوث الانتصاب .. وهذا يعني ضرورة سلامة الدورة الدموية .
- سلامة الغدد وخاصة الغدة النخامية المسئولة عن إنتاج هرمون التستوستيرون Testosterone اللازم لإحداث
الإثارة الجنسية عند الحاجة .
- سلامة العلاقة بين الجهاز التناسلي ( الجهاز المنفذ ) والجهاز العصبي ( الجهاز الموجه ) .
واختلال عامل من هذه العوامل يؤثر حتماً على الانتصاب .. فمثلاً عند إصابة الشرايين الرئيسية بمنطقة البطن بالتصلب
أو الالتهاب .. تقل كمية الدم المتدفقة إلى القضيب ، وبالتالي يضعف الانتصاب .
وهذا يعني أن تدفق الدم بقوة وسرعة في القضيب شرط لابد منه لحدوث عملية الانتصاب بالصورة الطبيعية كما لوحظ أن
بعض مرضى السكر يشكون من ضعف الانتصاب ، وذلك نتيجة خلل وظيفي بالجهاز العصبي ، كإحدى مضاعفات مرض السكر
المتقدمة ، وهذا يعني ضرورة الانسجام بين الجهازين العصبي والتناسلي لنجاح عملية الانتصاب ، هذا وقد يحدث الخلل
بين هذين الجهازين في بعض الأحوال المرضية كما يلي :
- العمليات الجراحية في منطقة الحوض .
- الأورام المختلفة التي تصيب الجهاز العصبي .
- حالات الاكتئاب النفسي والشعور بالحزن والفشل .
- استخدام بعض الأدوية المعالجة لضغط الدم المرتفع .
***
دور الغذاء ..!
علمنا أن المرض يؤثر تأثيراً مباشراً على الجنس .. فإذا ما كان الجسم خالياً من المرض فقد جاء دور الغذاء