احتضان المرأة الغريبة وتقبيلها
لم لا تبيح التعاليم الإسلامية اختلاط الجنسين بصورة حرة ودون أي
قيد أو شرط؟
لماذا منع الإسلام احتضان المرأة الغريبة وتقبيلها واعتبر العلاقة الجنسية المحرمة عملاً لا مشروعاً وزناً وإن كان برضاها؟
لم أباح الإسلام إشباع الغرائز الجنسية في إطارها الطبيعي فقط ومنع الممارسات الانحرافية؟
وباختصار: لم سمح الإسلام بإرضاء اللذة عند الشباب والكبار في
إطار القانون فقط، واعتبر ما يجري خارج حدود القانون ذنباً وإثماً؟
الجواب:
لأن العالم الغربي المعاصر ينظر إلى خير الأخلاق وشرها بما
يتقبله الناس ويلفظوه، ولأن الرأي العام يوافق على علاقات
الفتيان والفتيات والمعاشرة الجنسية بين الرجال والنساء، فقد
أبيحت مثل هذه الممارسات هناك، ولكن معيار الخير والشر في
الإسلام هو صلاح الناس وفسادهم ويجري التحكم بالمباح والمحرم وفق
مصلحة المجتمع وسعادته ? قد منع الإسلام مثل تلك الممارسات
لأنها تنافي المصلحة الحقيقية وتضر بسعادة الناس.
وماذا عن مصاعب أيام المراهقة
فترة المراهقة صعبة، دقيقة، تتطلب الوعي والذكاء من قبل الأهل
ومن قبل الشباب والشابات، لأنها مرحلة المفاجآت الحلوة والمرة،
نتيجة اكتشاف كل جديد على الصعيدين الجسدي والنفسي.
إن التغيرات التي تصيب جسم المراهق تجعله مشوشاً خائفاً، يبحث عن
الحقيقة، ويشك في المرحلة التي يمر فيها حتى أنه يبدو قلقاً يصعب
فهمه، وإذا كانت علاقته مع أهله متعثرة فيحتاج هذا الشاب أو
الشابة إلى مراجعة من يمكن الحصول منه على الإرشادات والمعلومات
التي تعتمد على المنطق والمعقول، لأن الغريزة الجنسية إذا لم
توجه بصورة صحيحة فإنها ستضطرب بقساوة على سعادة الشباب وستحول حياتهم الحلوة ومستقبلهم إلى بؤس وشقاء وستقضي على قوتهم الخلاقة.
إن ضحايا الشباب عن هذا الطريق كثرة جداً، كما أن الأشخاص الذين
شعروا بالندامة والأسف على أفعالهم بعد استيقاظهم من نومهم
العميق ليسوا بالنفر القليل، كما أن الذين تحملوا الآثار
المشؤومة طيلة عمرهم من جراء عدم توجيه هذه الغريزة توجيها
صحيحاً كثيرون أيضاً، فيجب أن نواصل الجهد في سبيل إيقاظ الشباب
وتنبيههم إلى النقاط الرئيسية لهذا الخطر الجسيم.
ومن المؤسف جداً أن مسألة الشباب الجنسية في هذا الزمان دخلت
دوراً خطراً جداً نتيجة للتعليم والتوجيه الفاسد بواسطة
المطبوعات التجارية والأفلام الخلاعية ونشر الصور المثيرة
للغريزة الجنسية وغيرها بالإضافة إلى سوء الاستفادة من الحرية،
حيث زاد الطين بلة وإذا لم نواصل السعي من أجل نجاة الشباب من
هذا الخطر فالمستقبل المشؤوم في انتظارنا.
كل خطأ من قبل الأهل يطرأ على مرحلة المراهقة ينعكس سلباً على
تصرفات وعلاقات وحياة الشباب والشابات بحيث نشعر بالتوترات
العصبية والاضطرابات النفسية عندهم، مع التشديد على ضرورة عدم
انصياع شبابنا وشاباتنا لغرائزهم بل عليهم أن يحكموا عقولهم
لتحويل أكثر الدوافع الإنسانية إلى عمل مثمر ناجح، ولابد من
معرفة أن المراهق لا يلاحظ إلاّ ظاهره ولا يعي ما بباطنه، يرى
نمو جسمه الذي بات يشبه الآباء والأمهات ويشعر في داخله باستيقاظ
الرغبة الجنسية، ولكن عليه أن يتنبه أن البلوغ الجنسي هو غير
البلوغ العقلي كما يؤيد ذلك الدين والعلم.
ولابد من مرور عدة سنوات على البلوغ الجنسي لأبناء البشر حتى تصل
العقول إلى النمو النهائي والبلوغ الكامل، إن الميل الجنسي يولد
ضغطاً على الشباب ويضيق الخناق عليه فضلاً عن هذا فإن مشاهدة
الأفلام المثيرة والخليعة تشدد من ضغط الميل الجنسي ويزيد من
شهوة الجنس عند الشاب وكذلك مشاهدة النساء المتبرجات ترفع من
لهيب نار الشهوة وتضعف في الشاب قوة العفة والأخلاق وهنا ينساق
الكثير من الشباب نحو طريق الفساد والانحراف ويضربوا بعرض الحائط
عملياً بالضوابط الأخلاقية والسنن الاجتماعية.
ولذلك فإن شرح الظواهر الجسدية الجديدة يجب أن يحصل بشكل صادق من
قبل الأهل والمختصين حتى تأتي النتائج راجحة مما يساعد أولادنا
على التسلح بكل المعلومات الضرورية لتخطي هذه المرحلة دون أن
يصيبهم أي إشكال سلبي جسدي أو نفسي، فمرحلة كهذه يجب أن يتخطاها
كل شاب بحذر وذكاء دون أن يتعرض إلى الهلاك الذي يؤثر على ما
تبقى من حياته، لأن المفهوم الخاص بإدراك الفرد لحقيقة ذاته
يتأثر إلى حد كبير بفكرته عن جسده وبمظهره الخارجي وملبسه
وقابلياته وأمزجته وقيمه ومعتقداته وميوله واتجاهاته وطموحه إلى
غير ذلك، ويمكن لهذا المفهوم أن يتعدل ويتطور إذا توافر لدى
الفرد قسط كاف من الذكاء مع المهارة الضرورية في معالجة المشاكل
المستجدة عليه بطريقة صحيحة وسليمة