مقدمة
رغم أن ختان الإناث ممنوع قانونا في بعض البلدان العربية والإسلامية ( المقصود الختان المخالف للسنة )، فإن الإناث في بلاد كثيرة من بينها مصر والسودان مازلن يتعرض لهذه الممارسات الضارة بالصحة البدنية والعصبية والنفسية وفى الختان يتم استئصال البظر والشفرين الصغيرين ومن أشد أنواع الختان وأعنفها ما يسمى (الطهارة الفرعونية).
في الطهارة الفرعونية لا شئ يعلو فوق سطح المعركة:
" الطهارة الفرعونية " هي نوع من التطرف في ختان الإناث تمارس في جنوب صعيد مصر وفى السودان، وفيها يتم استئصال كل ما يعلو سطح الجلد في منطقة فرج الأنثى وحول فتحة المهبل من بظر وشفرتين كبيرتين وصغيرتين وخياطة المنطقة طوليا إلا فتحة صغيرة تسمح بخروج دم الحيض والبول.
لاعتقادهم أن الختان يحافظ على عفة الأنثى، يتشبه أبو وأم البنت بشيلوك تاجر البندقية:
إذا سئل آباء وأمهات البنات ضحايا الختان عن السبب الذي دعاهم للتشبه بشيلوك فى مسرحية تاجر البندقية، وإصرارهم على بتر قطع من اللحم الحي من جسد فلذات أكبادهم - هذا الجسد الذي خلقه الله فسواه في أحسن صورة وجعل لكل عضو بل لكل خلية في المخ وظيفية محددة وأساسية - يأتيك ردهم عجبا: "الطهارة تحافظ على عفة البنت وتحميها من الانحراف" واستئصال البظر يمنع الرغبة الجنسية عند البنت وبذلك يضمن الوالدان والزوج عدم انحراف بناتهم وزوجاتهم " وطبيعي أن هذه معتقدات خاطئة تماما والعلم يقول إن الدافع الجنسي والرغبة تنشأ في المخ وتحركها الغريزة الفطرية الحافظة للنوع البشرى وتخضع لسيطرة الفرد والهرمونات والتفاعلات الكيميائية والحالة الصحية والعصبية والنفسية وليس لها أي علاقة بالبظر هذا العضو الهام المستهدف بالتصفية الجسدية في عملية الختان أما العفة فإنها نشأة وتربية صحية سليمة، ينتج عنها سلوك قويم تتبعه البنت التي تنمو في بيئة أسرية سوية متدينة ومتمسكة بالفضيلة والمثل العليا قولا وعملا وقدوة صالحة يجسدها الآباء ويهتدي بها الأبناء.
ويكفى عنا أن تقرر ما تقوله البحوث من أن أكثر من 95% من المومسات والممارسات للدعارة كن مختنات .
الختان، والمضاعفات، والصحة النفس جسمية للسيدات
تحاط عملية الختان عادة بمظاهر فرح وابتهاج في جو الأسرة ويتودد الجميع للطفلة المستهدفة بالختان ويلبسونها الملابس الجديدة الزاهية ويقدمون لها ألذ أنواع الحلوى والطعام والهدايا، وفى غمرة فرحتها تفاجأ بأحبائها يشلون حركتها لتقوم امرأة عشماوية الملامح أو رجل فظ قاسى الملامح (الداية أو المزين) ببتر جزء من لحمها الحي فيشب في جسدها سعير الألم المبرح مما يؤجج صراعا نفسيا بداخلها فهي فى حيرة من أمرها ولا يستوعب عقلها الحدث، فالمقدمات لا تتسق مع الخواتيم، فلا يمكن أن تكون مظاهر التدليل والفرح الذي أحاط بها مقدمة لهذا الكرب العظيم، فتشعر الطفلة بخيانة والديها وخداعهم لها، وتفقد ثقتها في حبهم لها فهي لا تستوعب كيف يكون أقرب الناس إلى قلبها هم أنفسهم من يتسببون في إيلامها ولزاما عليها تكبت هذه التجربة الأليمة في العقل الباطن وتدفنها فى اللاشعور وتصبح هذه الخبرة الأليمة مصدر كافيا للتعاسة والألم عند الزواج والتعامل مع أجهزتها التناسلية في العلاقات الزوجية فترفض لاإراديا التعامل مع الأعضاء التناسلية وتصاب بالبرود الجنسي.
وقد تدفع الطفلة المسكينة حياتها ثمنا لعملية الختان في حالات الصدمة العصبية الشديدة الناتجة من الألم المبرح والنزيف الحاد أو نتيجة لتسمم الدم بالتلوث الميكروبي للجروح ومن تكتب لها الحياة قد تنتقل لها عدوى الأمراض الخطيرة مثل الإيدز والالتهاب الكبدي الفيروسي أو تلوث جروحها بالميكروبات التي تؤدى لالتهابات الجهازين التناسلي والبولي مما يسبب انسداد قنوات فالوب وما يتبعه من عقم ومن التهابات الجهاز البولي وتكوين الحصوات فيه والفشل الكلوي ومن تشوه وتليف في منطقة الفرج وفتحة المهبل مما يجعل الدخول في ليلة الفرح صعبا ومؤلما وقد يكون مستحيلا دون تدخل جراحي. كما أن تشوهات فتحة المهبل والفرج والعجان قد تتسبب في عسر الولادة، وتمزق المهبل وتهتك العجان وما يستدعيه ذلك من جراحات وآلام.
هل تقتصر مضاعفات الختان على الصدمة العصبية والنفسية والنزيف والآلام والالتهابات وغير ذلك مما سبق ذكره، ومما يمكن تلافيه بإجراء عملية الختان في المستشفى بمخدر عام وبواسطة طبيب جراح.
والإجابة هي لا وألف لا، لماذا ؟ لأن الختان يعنى استئصال عضو عامل رئيس هو البظر. لماذا كل هذه الاهتمام بالبظر وهو لا يعدو أن يكون منطقة صغيرة من اللحم تتربع على قمة فرج الأنثى ، ولماذا منحت أمريكا حق اللجوء السياسي لامرأة صومالية لأنها تخشى التعرض للاضطهاد لأنها رفضت ختان طفلتها وتشويه أعضائها التناسلية؟ ولماذا تفكر جدياً دول مثل كندا وفرنسا اتباع نفس المنهج وإعطاء حق اللجوء السياسي للهاربات من الختان؟ للإجابة على هذه الأسئلة علينا أن نسلط أضواء كاشفة على "البظر" ودوره وأهميته للصحة النفسية والعضوية والزوجية للأنثى .
قال تعالى
{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }
صدق الله العظيم
الإنسان هو صنعه الخالق جل وعلا ، وقد خلقه في أحسن وأكمل صورة وخلق لكل عضو في جسمه بل لكل خلية وظيفة محددة حتى يستطيع الإنسان أن يعيش حياته في صحة وسعادة ولذا فمن البديهي أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق “ البظر” عبثا دون أن تكون له وظيفة أساسية ولا يستطيع مخلوق كائنا من كان أن يزايد على خالقه أو أن يعدل على صنعته ويشوهها باستئصال أجزاء منها .
والبظر هو العضو الضامر والمماثل تماما من حيث التكوين والنشأة للقضيب عند الذكر،وهو أحد أكبر اثنين من المراكز الأساسية للإثارة والإحساس الجنسي عند الأنثى (المركز الثاني هو المهبل) . وهو مزود بشبكة كثيفة من الأوعية الدموية والأعصاب شديدة الحساسية والتي تنقل الرسائل الحسية مثل الربت والضغط والاحتكاك عبر النخاع الشوكي إلى مراكز الإحساس والمتعة الجنسية بالمخ، ولذا فإنه يلعب دورا أساسيا في التنبيه المبكر لهذه المراكز أثناء الجماع والاتصال الزوجي الحميم، مما يجعل طرفي العملية الاتصالية من زوج وزوجة يحصلان على متعة متبادلة للجماع ويصلان وفى وقت متزامن إلى ذروة الإشباع. إذن ماذا يحدث إذا ما تم اغتيال البظر بالختان ؟ فى هذه الحالة نجد أن الزوجة المختنة سوف تحتاج إلى وقت أطول حتى تستثار وتستجيب وتكون النتيجة أن الزوج يصل إلى ذروة المتعة ويشعر بينما تكون هي مازالت في المراحل الأولى من الإثارة ولا تشعر بذروة المتعة في نهاية الجماع مما يكبت مشاعرها الغريزية ويقودها إلى الإصابة بالكثير من الأمراض النفسية والعصبية وكذا الأمراض النفس جسمية (Psycho-Somalic) ، فنجد أنها تشكو من الإحباط والاكتئاب والتوتر والقلق وينتابها الصداع والأرق واضطرابات النوم والجهاز الهضمي والبولي مما يجعلها تلجأ للمسكنات والمهدئات والمنومات دون جدوى مما يتسبب في دخولها إلى دائرة الإدمان الجهنمية والمرأة المختنة تختزن في اللا شعور عملية الجماع المحبطة وغير المشبعة لخبرة مؤلمة وتضيف إلى ما سبق أن اختزنته من خبرة الختان المؤلمة في طفولتها المبكرة وإلى آلام فض غشاء البكارة ليلة الدخلة نظرا لتشويه الأعضاء التناسلية في عملية الختان وتصبح كل هذه الخبرات شديدة الإيلام للجسم والنفس عاملا كابتا ومخمدا للإثارة والشعور الجنسي ويجعل عملية الجماع مرتبطة في اللاوعي بالألم والمعاناة والإحباط فترفضها المرأة لا إرادياً وتصاب بما يسمى البرود الجنسي وهذا البرود يجعل الزوجة طرفا سلبيا معاكسا في العلاقة الزوجية الحميمة مما يقلل من قدر المتعة التي يحصل عليها زوجها وينشأ عن ذلك ما يطلق (عدم التوافق الزوجي) لأن الجماع عملية ثنائية تبادلية وليست مونودراما من مسرحيات البطل الواحد، فكلما زادت أو قلت متعة أحد الطرفين انعكس ذلك بالإيجاب أو السلب على الطرف الآخر ولذا فإن الزوج في مثل هذه الحالات في بحثه عن المتعة قد يلجأ إلى تعاطى المخدرات والكحوليات والمنشطات متعشما عشم إبليس في الجنة بأن فيها الشفاء لحالته فتكون فيها نهاية فحولته! وقد يلجأ البعض إلى تعدد الزوجات أو الطلاق أو الخيانة الزوجية أو إلى الممارسات الجنسية الشاذة مع زوجته مثل اللواط، وبذلك تنفصم عرى العلاقات الزوجية وتتحطم الأسرة على صخرة الجهل والتمسك بالتقاليد البربرية والعادات الهمجية البالية. والآن وبعد هذه العرض للآثار المدمرة لختان الإناث، أما آن الأوان لأن ندفن هذه العادة البربرية في مزبلة التاريخ؟