ليكن للزوجة ورد يومي ولو قليلاً من القراءة والحفظ لكتاب الله تعالى ، حتى تعلمها للأولاد الصغار ، وقراءة بعض القصص النافعة لتحكيها لأطفالها ،
وأيضاً الاطلاع على بعض الكتب الفقهية لتتعرف على أمور دينها من صلاة صيام وغيرها من العبادات ..
7- إذا أصاب زوجك الصمت ، فلا تجبريه على التحدث أو تنغصي عليه بالشكوى من
الأولاد ومن الملل الذي أصابك ، فربما كان مشغولاً بأمر يفكر فيه فتبلبلي
أفكاره ، ولكن اقترحي عليه ما تحبين من الوسائل التي تعتقدين أنها من
الممكن أن تطرد الملل من حياتكما ، وذلك بعد أن تتأكدي من خلوه من العمل في ذلك الوقت ، أو يكون عمله مما يحتمل التأجيل ، وتحدثي معه بأسلوب هادئ من غير مقدمات طويلة أو لف أو دوران ، فذلك أدعى لموافقته .
8- على الزوج أن لا ينسى زوجته من كلمات الحب والثناء ، ولا يقول أن ذلك
للأزواج الصغار أو الذي تزوجوا للتو ونحن كبرنا ، فالمرأة تحتاج دائماً
لهذه الكلمات ولو بلغت من العمر ما بلغت ..
القضية الحادية عشرة : زوجي يريد أن يأخذ مرتبي كله !!
بعد عِشْرَة عمر ، افترق الزوجان وتسبب ذلك في تشريد أولاد في عمر الزوهور ، وكان سبب الخلاف هو راتب الزوجة الذي كانت تتقاضاه وتقوم بادخاره ..
ومهما كانت الظروف ومهما كان الخلاف ، فإنه كان لاينبغي أن ينتهي هذه النهاية المأساوية !!
فإن كان للزوج حق في مال زوجته الذي تتكسبه من عملها ، إلا أنه لا ينبغي أن يأخذ مالها كله ويستولي عليه بأي حال من الأحوال ، فالشريعة الغراء لم تكلف المرأة مطلقاً الانفاق على الأسرة ، بل ولا حتى على نفسها ، وإنما ينفق عليها من يعولها ، ولكن مع ضغط ظروف الحياة الصعبة والتجاء كثير من النساء
للعمل الشريف العفيف ، لمساعدة الزوج في الانفاق على الأسرة .. فلا يجب على الزوج عندئذ أن يغالي في الأمر ويأخذ مال زوجته كله ولا يقدّر تعبها ..
وقد تساهم الزوجة في ميزانية الأسرة ، ولكن بدافع الحب والعطاء ، ولكنه ليس التزاماً قانونياً تفرضه عليها الشريعة كما فرضته على الرجل ، وهو منها تطوع ولكنه على الزوج واجب ، وليس لزوج في الإسلام أن يجبر زوجته على شيء من ذلك ، وإن كانت غنية وهو فقير ، وهذه حقائق إسلامية لم تستقر بعد في كثير من البيوت المسلمة ، إما للجهل بها أو التمرد عليها واستمراء الظلم على العدل ، ولازال من الرجال من يتصرف على أنه يملك زوجته ويملك ما تملك
ومن مفاخر الشريعة الإسلامية أنها كفلت للمرأة حريتها في مالها ، ومازالت
في بعض ولايات أمريكا حتى اليوم تسود تشريعات بأن المرأة إذا أرادت أن
تتعامل مالياً فيما تملك ، طالبها البنك أو الجهة الرسمية بضرورة الحصول
على توقيع الزوج ، ويصاب الواحد منا بالغصة من اتساع رقعة الجهل بتلك
التعاليم الإسلامية التي كفلها للمرأة ، فلم نزل نسمع بين الفينة والأخرى
صيحات تحرير المرأة .. وحقوق المرأة .. سبحان الله !! تحريرها من ماذا ؟
ومالذي حرمها الإسلام لتعطاه بهذه الصيحات ؟
إذاً ، نحن أمام مشكلة ليس لها حل إلا التسامح ، واحترام حقوق الغير ، ونبذ
الطمع من النفوس ، لأن الإسلام كما أسلفت أعطى المرأة حريتها الكاملة في ما
تملك من مالها ، وليس للزوج أي حق في التصرف في هذا المال دون إذن الزوجة ،
فالحل بالإضافة إلى ماسبق من التسامح والاحترام ونبذ الطمع ، الاتفاق بين
الزوجين مسبقاً على طريقة التصرف في مال الزوجة الذي تتكسبه أثناء الزواج
من هذا العمل الذي تعمله ، وهذا طبعاً يكون بطيب نفس الزوجة وبسماحتها ،
والذي أراه أن يستعفف الزوج عن مال زوجته إن كان الله قد رزقه رزقاً كافياً
للإنفاق ، وليس بحاجة لمال زوجته ، وليترك لها حرية التصرف في مالها ،
فلتشتري هي للبيت والأولاد ما شاءت .
وإن كان عملها يضايقه ، أو لا يحدث توازن بين عمل الزوجة ومسؤولياتها داخل
البيت ، فالأولى طبعاً واجبات الزوج والأولاد والبيت ، والعمل هذا وإن كان
يمثل ضرورة للإنفاق ، فهو يأتي في المرتبة الثانية بعد الحفاظ على حقوق
الزوج وتربية الأولاد ، وفي هذه الحالة يحاول الزوجان أن يتبسطا في أمور
المعيشة ويتركا الكماليات ، وأما إن كان عمل المرأة لا يتعارض مع ذلك كله ،
وكان بإذن الزوج ، فلا بأس ؛ بشرط أن يكون عملاً يخدم قطاع المرأة ، وكان
يناسبها أكثر من غيرها ، فليس هناك مكان للاختلاط والتبرج والسفور في
شريعتنا الغراء .
وعليها عندئذٍ أن تشارك بنصيب ما في تكاليف المعيشة ولا تجعل ذلك سبباً في
المشكلات ، فيجب أن يسود الحياة الزوجية جوّ من السماحة والحب ، وليس
الحساب على الدرهم والدينار .
وهكذا الكلام للرجال على حد سواء ، حفاظاً على كيان الأسرة وتربية الأبناء
.
القضية الثانية عشرة : زوجتي نكدية !!
بداية أود أن أعتذر للإخوة الكرام من كوني جعلت موضوع نكد الحياة الزوجية
آخر موضوع من هذه السلسلة ، وليس القصد منها أن الحياة كلها نكد في نكد ..
لكن قدر الله أن تكون هي آخر حلقة .. وأحب أن أنبه إلى أنه ستكون هناك حلقة
تكميلية أتعرض فيها ( لـ 55 نصيحة من المجربين والخبراء وعلماء النفس
للتخلص من نكد الحياة الزوجية ) .. والله من وراء القصد ..
- والآن إلى الموضوع ..
جاء الزوج يشكو صارخاً : أنا خلاص مللت هذه الحياة ، زوجتي كثيرة النكد
والتعب والبكاء ، تكاد لا تمر حادثة بسيطة بدون أن تحول البيت إلى مأتم ،
لست أدري كيف تستطيع أن تجلس كل هذه الأوقات الطويلة وهي حزينة ؟!! وعلى
أشياء تافهة ، إنها تعاركني على أي شيء بسيط ، لا تكاد تمر علينا أوقات
سعيدة حتى تقلبها إلى أحزان !!
الزوجة : ماذا أفعل ؟! حياتي كلها للبيت والأولاد .. ومع هذا لايرضيه .. هل
أترك الأولاد جياعاً أم أترك الشقة من غير تنظيف ؟!!
إن مصدر تعبي وحزني كله الأولاد ، ابني الكبير شقي جداً ، وكل دقيقة يعمل
حادثة .. وأخته الصغيرة لا تأكل مثل بقية الأولاد ، وصحتها على غير ما يرام
.. كيف أضحك وأفرح وهذه هي الحال ؟!!
حلول مقترحة لهذه القضية ..
قبل أن أتحدث عن حل هذه المشكلة ، ينبغي هنا أن أنبه الزوجان إلى أن هناك
فترة معينة في الزواج قد تزداد فيها المشكلات ، وهي فترة صغر الأولاد
وخصوصاً ما دون الخمس سنوات ، فإنهم يحتاجون إلى كثير من الرعاية والعناية
، وتكثر مشاكلهم ، وفي هذا السن يحتاجون إلى الصبر ، وتحتاج الأم أيضاً إلى
الصبر عليهم وأن لا يؤثر ذلك على علاقتها بزوجها ، فلا تنفعل عليه أو تكون
دائمة الشكوى كثيرة النكد ، سريعة الغضب ..
والمشكلة التي نحن بصددها لا تخلو من عوامل أخرى نفسية لدى الزوجة ، وفوق
ما ذكرت من أسباب المشكلة ، فهناك نساء لا يستطعن العيش إلا في جو مشحون
بالمشاكل ، وهن شديدات الحساسية لكل كلمة تقال ، يحملن الأقوال والتصرفات
على غير محملها ، وهذا ما يكون سبباً للمتاعب والمشكلات .
فنقول لهذه الزوجة : لا تعيشي نفسك في أحزان .. نحن نصنع بأنفسنا أحياناً
الحزن .. لا تبحثي عن الأحزان أو تجري وراء أوجه القصور في الحياة ، فهي
كثيرة ، ولا يخلو زوجك من عيب – وكذلك كل الرجال – ، ولا تخلو حياتك
الزوجية من تقصير – وكذلك حياة غيرك من الزوجات - ، تذكري أن تبسمك في وجه
زوجك صدقة ، تذكري قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( أربع من السعادة :
المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء ، وأربع من
الشقاء : الجار السوء والمرأة السوء ، والمركب السوء ، والمسكن الضيق
فكوني تلك المرأة الصالحة لتكون حياتك سعيدة .. وكوني من إذا رآها زوجها
أعجبته ، ولا تتجهمي في وجهه ، ولا أقول لك تصنعي الابتسامة ، فالابتسامة
من القلب تصل للقلب .. حاولي جاهدة مع نفسك أن تتخلصي من تلك الطباع التي
لا ترضي الزوج ، واعلمي أن الطبع بالتطبع ، فيمكن التطبع بطيب الخصال
بالتدرج والاستعانة بالله تعالى ..
وعلى الزوج أن يصبر على زوجته وليكن عوناً لها بصبره ونصيحته بالحسنى من
غير إلحاح أو نقد لاذع ، وليدعُ لها بالصلاح ، فإن الله سيصلح شأنها بإذنه
تعالى .. فمسارعة الزوج في الخيرات وطاعة الله سبباً لإصلاح الحال والزوجة
قال الله تعالى عن عبده زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام : {
وأصلحنا له زوجه ، إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً
وكانوا لنا خاشعين } قال عطاء : كان في لسانها طول فاصلحها الله . انظر
تفسير ابن كثير ( 5 / 364 ) سورة الأنبياء الآية ( 90 ) .
وينبغي على الزوجة ألا تجعل من مشكلات البيت والأولاد منغصات للحياة ، فليس أولادها فقط يمثلون هذا النوع المذكور من الشقاوة أو التعب ، ولكن جميع الأولاد في هذا السن هكذا ، ويحتاجون للصبر وطول البال !! وتمثلي دائماً بالمثل القائل : ( كن جميلاً ترى الوجود جميلا ( ..
وختاماً أخي الزوج .. أختي الزوجة .. أتمنى أن أكون قد وفقت في طرح هذا الموضوع .. فأنا أرى أن علاج المشكلات الزوجية بعيداً عن المرجعية الدينية يكون من الصعوبة بمكان ، فالتزام حدود الشرع والتمسك بأوامر الله سبحانه وتعالى .. يجنب الزوجان خطر الظلم والحيف ، ويبعث في كل منهما احترام الآخر وتقديره والخوف من هضمه بعض حقوقه ..
وبعد أن استمتعنا بطرح هذه القضايا وحلولها الإسلامية .. نمد أبصارنا إلى
الأفق البعيد فنرى سحابة الخير آتية تبشرنا بيوم جديد ، تكون فيه بيوتنا
منارات للهدى ، تنعم بالأمن والاستقرار ، نربي الأبناء على أحسن الأخلاق ..
وما يكون في وسعي إلا أن أقول : الحمد لله في الأولى والآخرة .. وأسأله
سبحانه أن يتقبل أعمالنا ويجعل فيها النفع الجزيل .. ويعفو عن الزلات ..
اللهم آمين