مشاكل الجيل الصاعد
يواجه الجيل الصاعد في هذا الوقت بعض العقد والمشاكل المهمة التي تنغص عليه حياته وتؤذيه، وطالما بقيت هذه العقد والمشاكل بغير حل فمسألة الشباب هي الأخرى تبقى من دون حل أيضاً.
1ـ الشباب قلقون من مستقبلهم
إن الحقيقة التي لا تقبل الإنكار هي أن الشباب قلقون من مستقبلهم ولهم الحق في أن يكونوا كذلك.
هل يستطيع الطلاب الذين يواصلون دراستهم مع هذه المشاكل التي تواجههم فيها، والمخارج والأجور الباهظة التي يتحملونها في سبيلها، هل يستطيعون أن يصلوا في دراستهم إلى مرحلة معينة أولاً؟
هل يستطيعون أن ينفذوا إلى داخل هذه القلعة الحصينة ـ المسماة بالمجتمع ـ مع هذه المحدودية والمصاعب؟
ولو فرضنا أنهم نفذوا إلى هذه القلعة المحصنة التي لا تقهر واستطاعوا التغلب على مشاكلها وصعوباتها وأكملوا دراستهم العالية وتخرجوا من الجامعة وغاصوا في خضم بحر المجتمع المتلاطم، فإنهم في هذه الحالة يكونون قد وضعوا أول قدم في مواجهتهم للمشاكل.
الشاب توّاق للعمل، ولكن العمل غير متوفر! في هذه الحالة يبقى الشاب بدون عمل ومن البديهي أن روح مثل هذا الشاب تصبح أكثر استعداداً لتقبل بذور الانحراف وتنميتها!
إن هذا الشاب يريد حياة ومعيشة، له آمال وأمنيات، يجب أن يتزوج ويكوّن أسرة شأنه في ذلك شأن أي إنسان آخر ويريد... و... تصوروا مدى الأمواج المتلاطمة من الأفكار التي تنشأ في نفسه؟!...
إن أول خطوة لحل قضية الشباب هي الإقدام العملي الواسع الذي يجعل الشباب متعلقين بمستقبلهم آملين به مطمئنين إليه غير خائفين منه.
يجب على المسؤولين أن يعلموا عند تصدير دفتر نفوس لوليد جديد بأن إنساناً جديداً قد أضيف إلى مجموع نفوس القطر يجب عليهم أن يفكروا بمستقبله ومستقبل آلاف من أمثاله.
الشباب بدورهم يجب أن يفهموا هذه الحقيقة أيضاً وهي أنهم أنفسهم يستطيعون أن يسلطوا الأضواء على نقاط المستقبل المظلمة ويضيئونها وأن لهم تأثيراً مهماً في إزالة القلق والحيرة.
يجب أن يلفت نظر الشباب إلى أن العمل لا ينحصر بمناصب الدولة والجلوس على الكراسي وخلف المناضد! إن غالبية العمال يشتغلون في الصحراء، في المزارع، في المعامل والمصانع، هذه حقيقة يجب أن يفهمها الشباب ويهضموها.