3ـ معترك الحياة الجديدة والقديمة
من مميزات عصرنا الحاضر أنه جعل الشباب وسط معترك عجيب بين الحياة الجديدة والقديمة.
الآباء والأمهات ـ غالباً ـ عاشوا في عصر معين ونشأوا وترعرعوا على أصوله وعاداته، أما الشباب فيعيشون في محيط وعصر آخر، تربيتهم في دور الطفولة وشروط محيط أسرتهم تتطلب شكلاً معيناً ومحيطهم الاجتماعي الحاضر يتطلب شكلاً آخر.
إن هذا التضاد يؤدي أحياناً إلى خسارة فادحة وربما كان السبب في أن يسحق الشباب جميع أسس حياتهم الاجتماعية السابقة لأجل التخلص من ضغطه وربما جرهم إلى سحق الأصول والقواعد الدينية أيضاً.
الشباب بحاجة ملحة إلى مرشد يرشدهم في هذا المعبر الضيق من الحياة.
يجب أن تعلمهم كيف يمكن أن يميزوا بين المسائل الإيجابية الواضحة والمسائل السلبية الغامضة للحياة الحاضرة، وكيف أن المسائل الإيجابية لا تتعارض مع الاحتفاظ بالقواعد الدينية والأخلاقية وكيف يمكنهم الاستفادة من الجهات المفيدة للحياة الحاضرة مع الاحتفاظ بهذه القواعد.
كما يجب على الآباء ـ من جهة أخرى ـ عدم الإصرار على أبنائهم في أن يقلدوهم في كل الأمور حتى في تلك التي لا تمت إلى الأخلاق وأصول الحياة بصلة.