أولاً : ما من أمة إلا لها دين
أ - اقرأ الآية (( 24 )) من سورة فاطر
يقول الله تعالى : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ )
أي ما من أهل عصر إلا جاءهم رسول أو نبي يرشدهم و ينذرهم .
و هكذا لم تخل أمة قديماً و لا حديثاً من دين تعتقد به
ب - اقرأ ما توصل إليه علماء مقارنة الأديان(( إن فكرة التدين مسألة شائعة لم تخل منها أمة من الأمم في القديم و الحديث رغم تفاوتها في
مدارج الرقي ، إن الدين في المجتمعات أسبق من كل حضارة ))
ثانياً : الدين يلبي حاجة الفطرة :
أ - الآية من سورة الروم :
يقول الله تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ
اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
ب - تأمل المعاني الواردة من خلال الآية ستجد ما يلي :
1 - الدين فطرة خلق الله تعالى الناس عليها
2 - هذه الفطرة لا تتغير و لو تغيرت القرون و البقاع
3 - يلبي الدين حاجات ملحة في نفس الإنسان ، فيجيب عن أسئلة الفطرة من مثل : من أين جئت
و إلى أين المصير ، و لماذا ؟
ثالثاً : الدين غذاء للروح :
الإنسان جسد و روح ولابد لكل منهما من الغذاء لينمو ، و غذاء الروح هو الايمان .
و هكذا فإن الإنسان بفطرته بحاجة إلى الدين لتغذية روحه ، كحاجته إلى الطعام و الشراب لتغذية
جسده .
رابعاً : الدين الحق ضرورة لهداية الفرد و المجتمع :بعد آدم (عليه السلام ) ضل البشر عن عبادة الله الواحد ، و عبدوا الأصنام و الشمس و القمر
و الشجر ، و انتشر الظلم و القهر و العدوان ، فبعث الله النبيين لهداية الناس و نشر الحق فيما بينهم ،
إلا أن الناس كانوا يضلون فيغيرون تعاليم الأنبياء و يبدلون . و لربما نسوا ما ذكروا به حتى
أصبحوا بحاجة إلى دين قويم يهديهم إلى سواء السبيل في العبادة و نشر الحق و تنظيم التعامل
و تلبية حاجاتهم الروحية تلبية كافية ، بما يتناسب مع ما وصلت إليه البشرية من تقدم فكري
و اجتماعي و رشد إنساني ، و بما ينظم حياة الناس بمختلف جوانبها و يحقق لهم السعادة في الدنيا
و الآخرة .
و لتحقيق هذا أنزل الله تعالى الدين الخاتم كاملاً شاملاً محفوظاً إلى قيام الساعة . فكان الإسلام
(( الدين الحق الكامل ))
خامساً : دور الوازع الديني في حياة الفرد و المجتمع :
هل يمكن أن يتحقق الالتزام بالقيم و التشريعات بشكل كاف بسبب الخوف من الحاكم أو خشية
عقوبة القاضي ، أو بسبب رقابة الناس ؟
إن الإنسان يمكن أن يختفي عن هؤلاء جميعاً و يتصرف في معزل عن رقابتهم.
و لذلك فإن الذي يحقق هذا الالتزام هو الوازع الديني الذي يشعر الإنسان بمراقبة الله تعالى
الدائمة و الشاملة . فالله ( سبحانه ) لا تخفى عليه خافية .
و لذلك فإن للوازع الديني الأدوار الآتية : -
1 - إن الوازع الديني في النفس البشرية هو خير ضمان لاستقامة الفرد في حياته اليومية .
2 - إن الوازع الديني هو الحارس الأمين لحسن تعامل الفرد مع الآخرين في المجتمع .
3 - هذا الوازع يرافق الفرد في نهاره و ليله ، رآه الآخرون أم لم يروه .
بهذا الوازع يبني الدين الحق المجتمع الفاضل المنشود الذي تحقق فيه السعادة الفرد و الجماعة .
سادساً : ميزات الدين الإسلامي :
يتميز الدين الإسلامي في تلبية حاجات الفرد و المجتمع بأنه :
1 - دين ذو عقيدة ربانية واضحة فلا خرافات و لا أساطير .
2 - دين التوحيد الخالص فلا شرك و لا أوثان .
3 - دين التشريع الكامل الصالح للتطبيق في كل بيئة و زمان .
4 - دين يربط بين قلوب المؤمنين برباط متين فيتعاونون على البر و التقوى و في حالتي العسر
و اليسر .
5 - دين يكفل انتشار العدل و المساواة و مكارم الأخلاق و يحارب صور الظلم و الفساد.
6 - دين تكريم الفرد و الحفاظ على مصالح الجماعة .
7 - دين يسخر الكون للإنسان و يوافق العلم و لا يصادمه .
8 - أنه دين البشرية من لدن آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى حتى محمد صلى الله عليه و سلم.
و قد (( أمر الله - تعالى - رب السموات و الأرض بالتزامه و نبذ ما سواه على ألسنة الرسل
قال تعالى :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ
سورة النحل الآية 36
و قال تعالى :
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
سورة آل عمران الآية 85
- و هو الدين الذي ختم الله تعالى به الأديان و أكمل به الرسالات و رضيه للعالمين ديناً حتى تقوم
الساعة قال تعالى :
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا
سورة المائدة الآية 3